[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التعطير بالبخور: وللتعطير صورا مختلفة، فمنها المستخلصات العطرية من الزيوت، والأعشاب العطرية المضافة لحمام الماء، وكذلك حرق (البخور)، فيدخل البخور كعنصر رئيسي في صناعة مختلف أنواع الأسحار، لما له من منزلة عظيمة في عالم الجن، وله تأثيره فيهم كغذاء لهم. يستنشق الجن البخور كغذاء لهم، لذلك يشيع حرق البخور بين السحرة والمنجمين عند استحضار شياطين الجن، فبحرق أنواع معينة منه وتلاوة بعض العزائم الكفرية تهرع الجن إلى الساحر، فالبخور من أعظم قرابين السحرة إلى شياطين الجن، وأحد أهم طقوس السحر وعبادة الشيطان. ولأن البخور طعام لعموم الجن مؤمنهم وكافرهم، فإن السحرة يستخدمونه في أسر الجن المسلمين، ويسحرون لهم من خلال التبخير. فعن عبد الله بن مسعود قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا. قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. والحممة هي الفحم، (بضم الحاء والميمين مفتوحتين على وزن رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء). ()
كما في النص يقول الجن عن الحممة أي الفحم (فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا)، لو قالوا: “جعلها لنا رزقا”، لفهم أن الفحم رزق لهم في ذاته، وإنما في الفحم رزق للجن، مثلما أن العظام ليست رزقا في ذاتها، إنما ما علق بها من لحم، كما ورد عن عامر قال: سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا! ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في أودية والشعاب فقلنا: استطير أو اغتيل. قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال: (أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن). قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).() ولكن ما علق بها من لحم، وكذلك ما تعلق بالفحم وما ينجم عن احتراقه من دخن، إذا فالجن تتغذى على الدخان المنبعث من الفحم والبخور المشتعل، فالفحم ليس غذاء بعينه ولكن ما انبعث من البخور من دخان نتيجة احتراق محتوياته، فالعامل المشترك بين الفحم والبخور هو الدخان.
وحتى لا يخدع عوام الناس بالسحرة، فهم يصنعون أسحارا خاصة بتراكيب سحرية، ويبخرونها بأنواع خاصة من البخور، وفي أوقات معينة، وقد يستمر عمل هذا السحر أياما، أو أشهرا، وربما سنوات، ثم يحتفظون بهذه التركيبة السحرية، وبالخدام الخاصين بها، ثم يستخرجونها للاستخدام وقت الحاجة. هذا السحر مسبق الإعداد يكون بحسب الغرض منه، كسحر تفريق بين زوجين، أو عقد رجل عن أهله، أو تعطيل زواج، إلى آخر ما هناك من أنواع السحر وصنوفه. فكلما تقدم إليها طالب سحر استخرجوا له من السحر سابق الإعداد، لكن عادة لا يكون كافيا لتنفيذ السحر المطلوب، لذلك يخدعون صاحب الطلب، سواء كان مريضا يريد العلاج على أيديهم، أم المسحور لأجله، فيطلبون منه التبخير بأنواع طيبة من البخور، مثل المسك، أو العنبر، أو اللبان، فيكون طلب الساحر هذا جزء مكمل للسحر الذي قام بتجهيزه مسبقا، فيقع المسحور لأجله في ممارسة السحر وهو لا يدري. لذلك فطلب استخدام البخور يثير شبهات حول المعالج إن طلبه من المريض، فالبخور مؤثر فعلا في الشياطين، وهذا أمر لا يجب إنكاره، لكن تبقى العقبة في أمرين، الثقة في المعالج خشية أن يكون ساحر، الأمر الآخر خشية أن يكون أخطأ في اختيار نوع البخور، خاصة إن طلب بخور مخلط، فقد وقع وهو لا يدري في ممارسة السحر بجهله، وهذا ما سوف أبينه في موضعه.
البخور المخلط من السحر: للسحرة تصانيف عجيبة وغريبة، ولا حصر لها من أنواع البخور المختلفة، ولهم خلطات خاصة تحتوي على أنواع مختلفة من البخور، فلا تكاد خلطتين تتشابهان. ويطلقون بخورهم مصحوبا بتلاوة العزائم الكفرية، وقد يضيفون تلاوة بعض الآيات القرآنية، وبحسب كل ملة يتلون بعض نصوص كتبهم، بهدف تدنيسها والانتقاص من منزلة كلام منسوب إلى الله تبارك وتعالى، وهذا من باب التدليس على العوام، وإيهامهم بمشروعية أفعالهم الشيطانية. بحيث يكون لكل وقت بخوره الخاص، ولكل شيطان بخوره المحبب إليه، ولكل نوع سحر أصناف من البخور تختلف بحسب السحر المراد صنعه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خلط البخور هو في حقيقته نبذ للزيوت العطرية الطيارة التي تحتويها أنواع البخور المختلفة ببعضها البعض، فعن ابن عباس قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلط التمر والزبيب جميعا وأن يخلط البسر والتمر جميعا. () فيسرع إليه الإسكار بسبب الخلط قبل تغير طعمه فيظن الشارب أنه غير مسكر. وقياسا على هذا؛ فإن لم يكن البخور المنبوذ مسكرا للإنس، إلا أنه مسكر للجن باعتباره يمثل غذاءا لهم، فهو يضعف الجن المسلم الذي يضطر للفرار من رائحته، وإلا وقع أسيرا للشياطين، بينما تجذب رائحته الشياطين، وعلى هذا فإن استخدام البخور المنبوذ أو المخلط مصدر خطر للمصاب بالمس والسحر.
إذا كان البخور من طعام الجن فحكم النبذ يسري عليهم شرعا كما يسري على الإنس، وعلى هذا فالجن المسلم محرم عليهم البخور المنبوذ، هذا باعتباره طعام لهم. لذلك يقبل الجن المسلم على البخور والعطور المفردة، والمذكور عليها اسم الله تبارك وتعالى، بينما تقبل الشياطين على ما لم يذكر اسم الله عليه من البخور المنبوذ والعطور الممزوجة، ولا شغف لهم غالبا بالبخور المفرد إلا بشروط ومواصفات محددة. فإن كان البخور مؤثرا في الجن، فمن الممكن أن ندرك بالتجربة والخبرة أن بخور كذا وكذا يؤثر فيهم، كالتبخير بالمسك أو العنبر مثلا، لكن تأثير تلك الخلطات من البخور لا يمكن أن يصل إليها أحد إلا ساحر، فلا يعلمها أحد إلا بإملاءات من سحرة الجن، لذلك لا يمكن أن يصفها معالج شرعي، فإما أنه دجال يزعم أنه معالج، وإما أنه ساحر متستر.
لكن كما سبق ونوهت؛ فاستخدام هذه الروائح العطرية في السحر، مقترن بالعزائم الكفرية، فيستخدم المسك على سبيل المثال في السحر، ولكن بشرط أن يكون مصحوبا بتلاوة عزائم كفرية، فيكون بهذا الحال داعما للسحر، وسببا في تقوية الشياطين. بينما لو استخدم نفس ذات المسك مذكورا اسم الله عليه، أو مرقيا بالقرآن الكريم، كان له تأثير مخلف تماما في الشياطين، وهذا يتسبب في نفورهم من استخدامه، خاصة إن ذكر اسم الله تبارك وتعالى عليه، أو ما تيسر من كتاب الله تعالى. لذلك نستخدم المسك في علاج المس والسحر، لما له من تأثير في الشياطين، لكن غالبية المعالجين يدركون نتائج استخدام المسك، من ضعف الشيطان ونفوره منه مثلا، ولكنهم يجهلون كيفية وقوع هذا التأثير على الشيطان، وبالتالي لا يحسنون توظيف استخدام المسك، بهدف تحقيق نتائج محددة، وعليه يتم استخدام المسك بطريقة عشوائية، قد تضر أحيانا أكثر مما تفيد، وفي أحيان أخرى قد لا تخدم الخطة العلاجية الموضوعة من قبل المعالج.
البخور والتدخين: إن تدخين التبغ، من أشد الممارسات السيئة خطورة على المصاب بالمس والسحر، فلا يقتصر خطر التدخين على المتعاطي فقط، خاصة إن كان مصابا بالمس والسحر، بل الخطر يمتد من المدخن إلى المحيطين به داخل بيته أو عمله أو في الطرقات. فالتدخين يعتبر تغذية للشياطين على جسد المريض، ويزيدهم قوة، لما يحتويه من زيوت طيارة متخمرة، وذو رائحة نفاذة تجذب الشياطين والمدد إلى داخل الجسم، ويصل عن طريق الرئتين إلى الدم مباشرة. لذلك لا يصح علاج مريض مدخن، حتى يقلع عن تعاطي التبغ، ويتوقف عنه تماما، لأن أي علاج ستبوء نتائجه بالفشل، بدون أدنى شك، وهذا ما أثبتته التجارب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] “حين يشعل أحدهم سيجارته نراها تضيء كالمصباح، خاصة في الظلام الدامس، وتظل مستمرة في التوهج حتى وإن لم يستنشقها المدخن، ويظل رمادها شبه متماسك حتى ينتهي إلى عقبها، وما يحدث هو خلاف طبيعة احتراق الأعشاب والبخور، التي لا يمكن أن تستمر مشتعلة بدون وقود يحافظ على استمرار اشتعالها، فيستخدم الجمر المشتعل، مع استمرار النفخ فيها لتحافظ على اشتعالها، وإلا انطفئت من حينها وتفحمت. فالسر وراء حالة الاستصباح، واستمرار التوهج؛ هو ما تخضع له عصارة ورق التبغ من تخمير، حتى تتشبع الأوراق بالخمر، فورق التبغ بدون تخمير “.. يشتعل من تلقاء نفسه، لكنه سيتحول التبغ إلى ما يقرب من السواد في اللون، لأن الزيوت الأساسية في الورقة ستحترق مما يؤدي إلى التفحم أو طعم الورق المقوى المحترق..”. (المصدر)
مما يجب التحذير منه ولفت الانتباه إليه، تأثير تدخين التبغ على المسحور، باعتبار التبغ نوع من أنواع البخور، فاللفافة الواحدة تحتوي على خليط متنوع من أصناف التبغ المختلفة، فالتدخين يدخل في مخاطر التبخير بالبخور المخلط. وما التدخين إلا استنشاق الدخان المنبعث من حرق أعشاب ذات رائحة خبيثة مميزة، أقرب إلى رائحة الخمور، بل في حقيقة الأمر أن التبغ يتم تخمير أوراقه. فقد تناولت التبغ في بحث لي بعنوان: (التدخين وعلاقته بالشيطان)، فأثبت نشأة التدخين كعبادة وثنية لدى الهنود الحمر في قارة أمريكا، وأنه بدا كممارسة من طقوس سحرية لجلب الشياطين واستحضارهم، وبينت أن ورق التبغ يمر بمرحلة التخمير، فهو كما ثبت بالفعل احتواء التبغ على ثلاثة عشر نوعا من أنواع الكحول، وبنسب مرتفعة، فالتدخين لا يخلو من أمرين أن أصله من طقوس عبادة الشيطان، وأنه تعاطي للخمر والمسكر، لذلك قلت:
“فإن التبغ المعد للتدخين متشبع بالخمر، وبالتالي فهو يحتوي على نسبة من كحول الخمر، ما يعرف باسم كُحُولٌ إيثيلِيّ Ethyl alcohol، وهو العنصر الأساسي المساعد على اشتعال التبغ. ويؤكد صحة هذا ما ورد في تقرير مقدم سنة 2000 إلى وزارة الصحة النيوزيلندية بعنوان (المكونات الكيميائية في السجائر ودخان السجائر: الأولويات للحد من الأضرار) تم تحديد أقصى نسبة مئوية من كحول الخمر ( Ethyl alcohol % 0.96 )، و(Benzyl alcohol % 0.08 ). مما يقطع باحتواء تبغ التدخين على نسبة من كحول الخمر، قد تزيد من شركة إلى الأخرى بحسب طريقة تعتيق التبغ، مما يدرجه تحت قائمة الكحوليات، وبالتالي يأخذ التبغ نفس حكم الخمر. لا يحتوي التبغ على كحول الخمر فحسب، بل إنه يحتوي كذلك على العديد من أنواع الكحول المختلفة، فترفع من نسبة الكحوليات في التبغ، وتساعد على اشتعاله. وهذه قائمة تحتوي على ثلاثة عشر نوعا من أنواع الكحول المختلفة، وهي جزء من قائمة تحتوي على 599 مكونا ضارا بالصحة مضافا في تصنيع السجائر، مقدمة من قبل أكبر خمس شركات سجائر إلى منظمة الولايات المتحدة للصحة والخدمات البشرية United States Department of Health and Human Services. حسبما صدرت في إبريل عام 1994″.(المصدر)