ابو كمال نائب المدير
المساهمات : 133 تاريخ التسجيل : 12/04/2017
| موضوع: قدرة الجان على التجسس ونقل اخبار الانسان 07.06.17 2:30 | |
| 8:47[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بسم الله الرحمن الرحيم ( انا زينا السماء بزينة الكواكب . وحفظا من كل شيطان مارد . لايسمعون الى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب . دحورا ولهم عذاب واصب . الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ) صدق الله العلي العظيم نجد في عالمنا الانساني مايسمى بالتجسس والتنصت على احوال واخبار الاخرين ومراقبتهم ومتابعة تصرفاتهم سواءا اكانت متابعة سمعية او بصرية , وقد يكون هذا التجسس ذاتي نابع من رغبات ودوافع شخصية تنبع من طبيعة الانسان الذي يقوم بهذا الفعل ونفسيته او قد يكون مكلفا من قبل شخص او مجموعة اشخاص سواءا اكانوا منتمين لجهات حكومية كالامن والاستخبارت او ماشاكل ذلك او غير تابعين لها , هذا الشخص المكلف يقوم بالتجسس ومراقبة الطرف او الاطراف المكلف بهم ومتابعتهم متابعة دقيقة اينما حلوا وارتحلوا ونقل كل تحركاتهم وافعالهم واقوالهم والاشخاص الذين يلتقون بهم وغيرها مما يتعلق بهم الى الجهات المعنية لحين نهاية اعماله التجسسية والمهمة المكلف بها . وبلاشك ان هذا الشخص يلجا الى مختلف الحيل والخدع والاساليب للتغطية على نفسه واخفاء حقيقته خوفا من افتضاح امره وكشف سره للاخرين او من قبل الشخص الذي يقوم بمتابعه لان هذا يؤدي الى فشل مهمته وعدم نجاحها . ومثلما يحدث هذا عندنا في عالم الانس يحدث ايضا في عالم الجن وبالاخص لدى السحرة الذي يحكمون عددا منهم لمعونتهم في تنفيذ اعمالهم السحرية والموجهة ا لى شخص او مجموعة الاشخاص قد تكون عائلة مثلا , يقول احد السحرة الذين تابوا :- (وحذر الريمي من تصديق السحرة نافيا ما كان يدعيه من علم الغيب معترفا أنه كان يمتلك مجموعة من الشياطين تنتشر في طرقات الأماكن التي يكون متواجدا فيها لإخباره بالقادمين ), وذلك لان السحرة والكهان والمنجمين يعتمدون على مصدر واحد في نقل المعلومات والاخبار لهم والتجسس على احوال الناس الا وهو عالم الجن الخفي . وبلاشك ان هؤلاء روافد عديدة ولكن منبعها واحد والعلم الذي اقتبسوه مصدره واحد الا وهو ما املاه الشيطان وحث على نشره بين الناس فكلهم بميزان واحد , قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) : - المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار. لذلك نرى ان من جملة مااجاب عنه الامام الصادق ( عليه السلام ) لاسئلة الزنديق :- ( وأما أخبار السماء : فإن الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك ، وهي لا تحجب ، ولا ترجم بالنجوم ، وإنما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب تشاكل الوحي من خبر السماء ، فيلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله ، لإثبات الحجة ونفي الشبهة ، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض ، فيقذفها إلى الكاهن ، فإذا قد زاد كلمات من عنده ، فيخلط الحق بالباطل ، فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به ، فهو ما أداه إليه الشيطان لما سمعه ، وما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه ، فمنذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة ، واليوم إنما تؤدي الشياطين إلى كهانها أخبارا للناس بما يتحدثون به ، وما يحدثونه ، والشياطين تؤدي إلى الشياطين ، ما يحدث في البعد من الحوادث من سارق سرق ، ومن قاتل قتل ، ومن غائب غاب ، وهم بمنزلة الناس أيضا ، صدوق وكذوب ) ,.وقد بين الله تعالى هذا الامر في كثير من الايات ومنها قوله تعالى ( وحفظناها من كل شيطان رجيم . الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين ) , وقوله تعالى :- ( ولقد زينا السماء الدنيا وجعلناها رجوما للشياطنين واعتدنا لهم عذاب السعير ) وقوله تعالى : - ( وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا . وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا ) . فالجن يمتلك امكانية الصعود الى السماء وسماع مايمكنه سماعه ونقله الى الارض وهذا الامر ليس غريبا وعجيبا , (قال الزنديق : وكيف صعدت الشياطين إلى السماء ، وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة ، وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود ( عليه السلام ) من البناء ما يعجز عنه ولد آدم ؟ قال ( عليه السلام ) : غلظوا لسليمان كما سخروا وهم خلق رقيق ، غذاؤهم النسيم ، والدليل على كل ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها بسلم أو بسبب . ) فالناس اذا في عصر الجاهلية كانت تعتمد على المنجمين والسحرة والكهنة في الكشف والاستفسار عن الكثير من الامور المبهمة والغامضة التي يلاقونها وكانوا قبلتهم في حل مشاكلهم والمعضلات التي تواجههم في هذه الحياة فضلا عن تحقيق الاماني والغايات , والسحرة والكهان والمنجمين كانوا يعتمدون على الجن في كشف المغيبات وماخفي عن العقول والاذهان البشرية العاجزة عنها , ولكن بنزول الوحي وظهور الرسالة المحمدية المباركة التي جاءت رحمة للبشرية منعت الشياطين من استراق السمع من السماء لئلا يلتبس على الناس ماانزله الله من حق ونور وهداية ويختلط باخبار الجن والشياطين المؤمنة بها عقولهم في ذلك الوقت , وكيف لم تمتلء وتؤمن به وهم الذي اتهموا النبي صلى الله عليه واله الطيبين الطاهرين بكونه ساحر اوكاهن او مجنون , قال تعالى ( كذلك مااتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا عنه ساحر او مجنون ) ، ومثلما كانت لهم القدرة على استراق السمع من السماء والتجسس على الاوامر الالهية الملقاءة الى ملائكته الموكلين فهي تمتلك القدرة ذاتها للتجسس على احوال الناس والاطلاع على مايدور بينهم وغير ذلك من الامور الخافية عن ادراك ومعرفة الانسان , فهم لم ينقرضوا من سطح الارض كالديناصورات بل انهم لازالوا موجودين عليها ولهم احتكاكهم وتاثيرهم المباشر على بني الانسان وهنالك من لازال يستعين بهم في كشف الغائبات وغير ذلك , وهذا ماعبر عنه الامام الصادق ( عليه السلام ) بقوله : - ( لأن ما يحدث في الأرض من الحوادث الظاهرة ، فذلك يعلمه الشيطان ويؤديه إلى الكاهن ، ويخبره بما يحدث في المنازل والأطراف ) . ان الساحر المتمكن في سحره يمتلك مجموعة من الجن تحت امرته ليقوموا له بتنفيذ رغباته ورغبات غيره ممن تجردوا من الايمان بالله تعالى وضعفاء النفوس وعديمي الضمير والاخلاق وعبدة الجبت والطاغوت , وهولاء الحاقدين المجرمين عندما يضعون انسانا ( ضحية السحر ) او عائلة بريئة نصب اعينهم ومخططاتهم الخبيثة فانهم لايلجاؤن حسبما يتصور البعض الى اعمال السحر المتعارف عليها , بل مايسمى تسخير الجن أي بمعنى اصح تكليف عدد من الجان باذية هذا الانسان او تلك العائلة المظلومة ( ابو دشير ), ونظرا لان الهدف من السحر تحقيق منافع وغايات في مجملها تكون شخصية لذلك لابد ان تستمر متابعة الساحر والمستعين به لتلك الحالة التي تقصدوها بالاذية والاضرار بسحرهم حتى لو اقتضى الامر منهم سنوات حتى يقطفوا ثمار لعبتهم الشيطانية , و تلك العملية يمكن ان نكون فكرة مقبولة عنها من خلال التعمق فيما اشار اليه السيد الشهيد الصدر ( قدس الله سره ) في كاتبه الموسوم ماوراء الفقه , اذ قال :- ( واماالايهام السحري , فانه يدوم مادام العمل السحري ويرتفع بارتفاعه , فهو يستمر بمقدار التفات الساحر وتركيزه عليه , فاذا اعرض الساحر عنه بطلت النتائج كلها ) , فلابد للساحر ان يركز في عمله وفعله على الشخص المصاب والا ينفك عن متابعة حالته وهذا يتطلب منه تكليف جن او عدد من الجان لرصده والتجسس عليه ومتابعة اخباره في أي مكان يذهب اليه ويحل به , ولو فرضنا ان هذا الشخص المصاب تعرض للعلاج عن طريق احد الاشخاص فان هذا الجن سوف سيقوم باداء دوره واخبار الساحر بمايجري وخلال لحظات معدودة , لذلك يستعد الساحر لرفد الجن المكلف باذية الشخص المصاب ومنحه القوة وامره بالبقاء وعدم مغادرة الجسد مهما كانت الاسباب , بل انه يقوم بعرقلة وتعقيد العلاج بطريقة لايمكن ان تخطر على بال أي انسان حتى يصل بها الى الفشل , بل ان هذا الجن المكلف بالتجسس والمراقبة ونقل الاخبار سيلعب دوره المؤثر في قضية هذا الانسان عند طرحها بين المقربين فهو ايضا يقوم بما يشابه اللعبة السابقة ويغير الافكار والعقول والنفوس ويقلب الحق باطلا ويشوه الحقيقة مايؤدي الى قلبهم راسا على عقب و بالضد من هذا الانسان وقضيته . وأي انسان يصاب بتلك الحالة اذا لم يتم القضاء فيها على جن الرصد والتجسس الذي يقوم بتنبيه الساحر اللعين واطلاعه على مايجري للشخص المصاب فان ذلك يؤدي الى استمرارية حالته وبقائها بل وزيادة اثارها المدمرة عليه وبالتالي نهاية المصاب , وخاصة اذا كان الساحر اللعين من النوع الذي تم التغطية عليه اجتماعيا لاسباب عديدة لايتسع الوقت لذكرها , وكان من النوع الذي يسعى لفرض الامور وبقوة سحره ,بعد ان وجد ضعفا شديدا في الاطراف المحيطة حوله وخوفا متفشيا في انفسهم منه ومن تاثيرات سحره القاتل( وهذا ماحصل ايضا في قضية ساحرة امبابة في مصر ) وبمعنى اصح انهم يسايرونه خوفا على انفسهم بعد ان لمسوا اثار افعاله الشريرة من خلال تلك الحالة التي كان مصيرها الموت على يديه .نحن نسعى لرضا الله ونصرة دينه الحق بنشر تلك القضية الواقعية الماساوية , والسحرة المجرمين تحت اقدام الذين ظلموهم بسحرهم وكيدهم اللعين ولعنة الله عليهم اجمعين الى يوم الدين . | |
|