الغاية من الأعمال الروحانية :
إن مما لا يخفى على أي عاقل أن أي علم أو عمل يتعلمه الإنسان لا بد وأن يكون له منفعة دنيوية أو أخروية أو بعبارة أخرى خاصة أو عامة وبما أن الأعمال الروحانية من هذا الباب فإننا نستطيع أن نلخص غايتها وأهميتها في النقاط الآتية :
1. ممارسة العلاج لتحقيق الشفاء .
2. إيقاع الأذى بالخصوم والأعداء .
3. محاولة الجمع بين الأشخاص عن طريق الحب .
4. تسهيل مهام الحياة والأمور التي يحتاجها الإنسان في حياته .
5. حب الفضول وكشف المجهول .
6. المنفعة الدنيوية المتمثلة بالمال أو الجاه أو غير ذلك .
شروط الأعمال الروحانية :
بما أن هذا العلم يوجب على الروحاني التعامل مع مخلوقات ليسوا من البشر بل هم من الجان وبما أنه سلاح ذو حدين كما ذكرنا سالفاً فإنه لا بد من دارسه أو مستخدمه أن يعرف شروطه لكي يحمي نفسه أولاً ولكي يضمن نجاح عمله ثانياً ونحن هنا سنذكر شروط هذا العلم مجملة لأنها مهمة لكل من أراد أن يدخل في هذا المجال وفيما يأتي الشروط :
1. الجزم والعزم وهو القطع بنجاح العمل ، لأن من عمل عملاً من هذه الأعمال ثم شك فيه لم ينفعه ذلك .
2. المداومة على الخدمة وعدم الملل والسآمة ، فإذا خدم الإنسان الاسم أو الوفق أو غيرهما مرات متعددة ولم يجد نفعاً فالواجب عليه أن لا ينقطع عن العمل ولا يترك المعاودة إلى العمل . يقول أرسطوطاليس في ذلك ( إذا كنت مشتغلاً بهذا العلم صباحاً ومساءً فمتى ما وجدت زيادة حمدتها وإن لم أجد لا أسيء الظن به وإن طالت المدة وتراخت الأيام ورب شيء يعسر ثم يتم وما كنت أنقطع عن العمل حتى أتمه ) .
3. الكتمان : لأنه اتفق العلماء والحكماء على أن من شرائط هذا العلم الكتمان وذلك بأن تعمل العمل في موضع خالي لا يراك فيه أحد ولا تقول لأحد فعلت كذا وكذا . يقول سمطاس الحكيم : ( أمرت الأرواح والحكماء بكتمان أسرار هذا العلم لشيئين :
آ. أن المنهمكين في الشهوات والتابعين لأهواء أنفسهم إذا عرفوا هذا العلم استعملوه فيما يغمسهم في الشهوات الرديئة المميتة للنفس الحية .
ب. إن أرواح العالم الأعلى يكرهون أن يقف البشر على أسرارها لأن من عرفها طغى وتجبر وخرج عن حد العبودية إلى حد الربوبية والألوهية فيطغى في الأرض . وقد ورد في الحديث الشريف في فضل كتمان السر قوله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) ( رواه الترمذي )
4. تقوى الله ، وتشمل أكل الحلال والابتعاد عن الحرام لذا قال الإمام الرازي (أجمع العلماء والحكماء كلهم على أن صاحب هذا العلم كلما كان إقباله على الخير أكثر كانت أعماله أنجح لأن من خاف الله ـ تعالى ـ سخر له كل شيء وأطاعه ) وهذا الشرط يتنافى عند الأعمال السفلية وما يختص بالأمور الخارجة عن الشريعة الإسلامية .
5. أن لا يستخدم روحانية الأسماء والأقسام في الأمور البسيطة والمحرمة والمستحقرة ، بل يجب استعمالهم في الأمور العظيمة المهمة بحسب ما يليق بكل روحاني .
6. يجب أن تكون نفس المشتغل بهذه العلوم نفساً حية وقوية والمراد بالنفس الحية التي لا تلتفت للأمور الدنيئة والرذيلة ولا إلى اللذات الفانية بل يكون همها اكتساب المراتب العاليا ، ومن هنا نرى أن غالبية الحكماء السابقين كانوا ينعزلون عن الناس ويتفرغون لهذا العلم ولا ينشغلون بملذات الدنيا.
7. تشخيص من تريد إيقاع المحبة أو العداوة بينهما أو ما إلى ذلك لأن جميع الحكماء أجمعوا على أن تشخيص المطلوب بشكله ولونه وصورته وجميع حالاته من الطول والقصر والضعف والسمن وغير ذلك أقوى وأنفع من تسميته باسمه فحسب . وينوب عن التشخيص ذكر اسمه واسم أمه إن علمها وإلا فحواء تنوب عن اسم الأم ـ والأول أقوى ـ والأفضل الجمع بينهما فإنه أقوى بالتأثير وسرعة الإجابة .
8. تجنب الخطأ والسهو أثناء القراءة أو الكتابة والأفضل قراءة الأقسام أو الدعوات أثناء العمل عن ظهر قلب دون النظر إلى ورقة أو كتاب لأن ذلك يذهب الهيبة والخشوع .
9. الإجازة العامة التي تؤخذ عن الحكماء والمشايخ فإنها السند القوي للأعمال ونجاحها .
10. مراعاة الأرصاد الفلكية والاتصالات الكوكبية ومعرفة السعيد من النحس من الأوقات والساعات ليعرف كيف يسخر روحانية كل عمل .
11. التحصن قبل أي عمل لضمان حماية النفس من العوارض السفلية .
12. اصراف العمار وهو شرط مهم لنجاح أي عمل روحاني .
13. ملازمة الطهارة والنظافة ثوباً وبدناً ومكاناً في أثناء القيام بالأعمال الروحانية .
14. إجتناب أكل كل ما له رايحة كريهة كالبصل أو الثوم في أثناء الأعمال والاستخدامات الروحانية .
15. كتابة الحجابات والأعمال بالمسك والزعفران أو حسب شروطها إن كانت على معدن أو غير ذلك .
16. إطلاق البخور أثناء العمل الروحاني ويتوجب على المستخدم أن يعرف بخورات الكواكب والأيام وبخورات أعمال الخير من أعمال الشر .
17. استخدام الاستخارة قبل أي عمل